منذ عدة عقود والباحثون يعلمون أنالأطفال الذين ينشأون في أجواء منزلية تعصف بها المشاكل، خاصة تلك التي بينالوالدين، سيعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية وتعليمية واجتماعية. وكان تعليل
ظهورالاضطرابات في الجانب التعليمي غامضاً إلى حد كبير، مما حدا بكثير من الباحثين الىإجراء دراسات لمعرفة السبب. أحد أهم البحوث التي حاولت جلاء حقيقة الأمر في هذاالجانب هو ما نشرته مجلة
تطور نمو الطفل الأميركية في عدد يناير/ فبراير الحالي،والتي فيها يشير الباحثون الى دور مؤثر لاضطراب نظام النوم اليومي لدى الطفل، علىمقدار نجاحه في التحصيل العلمي الدراسي. ومن جهة أخرى
يرى الباحثون في دراسات أخرىفي نفس عدد المجلة المذكورة أن الشجار بين الزوجين أمام الطفل أو المراهق يؤثرسلباً على الأمان العاطفي لديه مما يجعل من الصعب عليه التفاعل مع العالم الخارجيمن
حوله، كما ويعطي انطباعا سلبياً عن مشاكل ذويهم ونظرتهم الى الزواج برمته.
*
نوم الطفل واضطرابه
*
وعرض الباحثون من جامعة إيبيرن في ألبامابالولايات المتحدة نتائج ملاحظة قياس مقدار ووتيرة الخلافات بين الزوجين وعلاقتهابنوم الطفل، وذلك بناء على ما يخبر به كل من الزوجين والطفل كذلك.
وشملت الدراسةمتابعة تأثير الخلافات الزوجية على نوم 55 طفلا ممن تتراوح أعمارهم ما بين ثمانيالى تسع سنوات. وذهبوا بعيداً في ملاحظة وتقييم نوم الطفل، فبالإضافة الى ما يخبربه الطفل نفسه عن
نومه، عمد الباحثون الى حد الطلب من الطفل لبس جهاز أكتغراف Actigraph، أو راصد الحركة، وهو ما يشبه ساعة المعصم، بغية رصد وقت ذهابه للسريروخلوده الى النوم وحركاته أثناء نوم الليل
وحالات استيقاظه وغير ذلك من الأحداث،وذلك لمدة سبعة أيام متتالية. وساعد هذا الباحثين كثيراً في الحصول على معلوماتأكثر دقة حول جوانب عدة من نوم الطفل. كما أن انتقاء نوعية عناصر الشريحة
التيشملتها الدراسة من الأطفال ووالديهم تم بناء على خلو الطفل من أي تشخيص نفسيلاضطرابات في النوم، ومن الأزواج الذين تعتبر درجة مشاكلهم ضمن المعدل الطبيعي لها
.
الذي وجده الباحثون هو أن الطفل من المنزل الذي درجة المشاكل الزوجية فيهعالية، عادة ما يذهب الى سريره للنوم في وقت شبيه بالطفل من المنزل ذو درجة متدنيةمن تلك المشاكل، أي أن وقت النوم لا
فرق فيه بين الأطفال من كلا المنزلين، ولاتأثير للمشاكل الزوجية عليه، وخصوصاً أنه لا يجعل الطفل يذهب مبكراً للنوم خوفاًمما يجري في المنزل أو ليتخلص من الإزعاج أو الضرر الذي قد يلحق به أو
غير ذلك. لكنالملاحظ أن الطفل الذي يعاني من منزل مشحون بالخلافات ينام وقتاً أقصر أو ربما لاينام بالليل مقارنة بغيره، ويتحرك ويتقلب كثيراً على السرير، كما أن هؤلاء الأطفاليحتاجون الى أن يناموا
بالنهار سواء في المدرسة أو المنزل
.
هذه الاضطرابات فينوم الطفل كانت أوضح وأقوى في التأثير عليه عند الاعتماد على تقرير الطفل عن وجهةنظره في خلافات أمه وأبيه وهو ما دعمته وأيدته نتائج تحليل معلومات جهاز أكتغرافالراصد
للحرك. فمن كانت رؤيته ونظرته الى مشاكل والديه أنها كبيرة كان تأثر نومهأكبر. وهو ما علقت عليه البروفسورة منى الشيخ الباحثة الرئيسية من جامعة إيبيرن فيألباما بأن النتائج تقول حتى ضمن
العائلات التي يرى البعض أن درجة الخلافات الزوجيةفيها هي ضمن الطبيعي فإن تأثير غضب أحد الوالدين أو شجارهما من السهل أن يؤدي الىاضطرابات في نوم الطفل. وهذا الأمر مهم بدرجة بالغة لأن
النقص المتوسط في مدة نومالطفل سيؤثر سلباً على تعليم الطفل ويضعف همته ويزيد من توتره ويقلص من قدراتالتحكم في العواطف لديه. وأضافت ان هذه النتائج تفرض على الزوجين التعامل معالخلافات
بينهما ومساعدة الأطفال على تفهم دواعيها
.
*
دور الوالدين
*
والمتأمل فيما تقدم من الدراسة يلحظ ثلاثة أمور على الوالدين أن يأخذوها فيالاعتبار، الأول هو تأثر مدة ونوعية نوم الطفل وليس وقت الذهاب إليه، فاعتقادالوالدين بأن الطفل لم يتأثر نومه نتيجة
الشجار العائلي بمجرد ذهابه الى السرير فيالوقت المعتاد لا يعني شيئاً وليس صحيحاً. الثاني أن ما يراه الطفل وليس الوالدينمن درجة الخلاف هو الأمر المهم، وهنا يأتي علو درجة فهم الوالدين لنفسية
وعقليةالطفل، فالأم أو الأب عليهم أن يمتلكوا قدرة النظر الى الأمور بنفس الطريقة التيينظر إليها الطفل وذلك إن أرادوا أن يُحسنوا تربيته ويلبوا احتياجاته بشكل صحيوسليم. والثالث هو تأثير اضطرابات
النوم السلبي على تحصيل الطفل التعليمي، الأمرالذي يجب أن يهذب من سلوك الوالدين أمام أبنائهم خاصة عند حصول حالات إخفاق دراسيلدى الطفل، فمن السذاجة بمكان أن يعاقب أحد الوالدين الطفل على
تأخير في التحصيلالعلمي للطفل بدلاً من مراجعة الوالدين لسلوكهم داخل المنزل كسبب محتمل لما حصللتعليم وتحصيل الطفل
.
*
الأمان العاطفي
*
من جهتهم يرى الباحثون من جامعاتكل من نوتردام بإنديانا وروشستر بنيويورك والجامعة الكاثوليكية الأميركية بواشنطن،في دراستين منفصلتين نشرتا في نفس عدد مجلة «تطور نمو الطفل» الأميركية،
أن الكيفيةالتي تعامل بها الآباء والأمهات مع الخلافات الزوجية لها دور مهم في تدهور شعورالطفل بالأمان والتأثيرات المستقبلية على عواطفه
.
ويعلق الدكتور مارك كيمنغ منجامعة نوتردام على بحثه قائلاً إن الأمان العاطفي للطفل هو الجسر الذي يربط بينالطفل والعالم من حوله، والاستقرار الأسري هو صمام الأمان العاطفي، فكلما كانتالعلاقة
الزوجية قوية كانت قدرات الطفل على اكتشاف العالم الخارجي وعلاقاته معالآخرين فيه أقوى. والمشاكل الأسرية تدمر هذا الجسر مع العالم، الأمر الذي يجعل منالصعب على الطفل اقتحام العالم من حوله أو
التفاعل مع ما يجري فيه
.
واعتمدت هذهالنتائج بناء على دراستين طويلتين، الأولى شملت متابعة 226 طفلا ووالديهم ممنأعمارهم ما بين 9 و18 سنة لمدة ثلاث سنوات، وجدت أن الشجار المنزلي المحطم كالذييشمل إهانة شخصية
أو يتطلب من أحد الزوجين الدفاع عن النفس، أو يؤدي الى انسحابأحدهما، أو يؤدي الى حزن أو خوف، هو ما يؤدي بالطفل الى ظهور الاكتئاب أو القلق أواضطرابات السلوك. والدراسة الثانية بحثت
أموراً في نفس الجوانب لكنها شملت 232 منالأطفال الأقل سناً ووالديهم. ولذا علق الدكتور كيمينغ بقوله إن على الوالدين تعلمكيف أن يكون الخلاف العائلي أمراً بناء وليس مدمراً، أي من أجل الأبناء ومن
أجلأنفسهم، عبر إبدائهم وانخراطهم في وضع حلول عملية وإيجابية للمشاكل الأسرية
.
هذا وإن الشجار بين الزوجين أمام الطفل أو حتى إهمال أحدهما للآخر، يترك أثراًمن الأفكار السلبية عن الزواج والوالدين لدى الطفل، ويستمر هذا لديه لمدة طويلة. ويقول الدكتور باتريك ديفس أحد
الباحثين في الدراستين إن حضور الطفل ومشاهدتهللشجار المحطم بين الأزواج ينتج عنه عدم استقرار نفسي لدى الطفل ومعاناة من أفكارسلبية في مواجهة مثل هذه المشاحنات الأسرية تستمر لديه لمدة
طويلة.
ظهورالاضطرابات في الجانب التعليمي غامضاً إلى حد كبير، مما حدا بكثير من الباحثين الىإجراء دراسات لمعرفة السبب. أحد أهم البحوث التي حاولت جلاء حقيقة الأمر في هذاالجانب هو ما نشرته مجلة
تطور نمو الطفل الأميركية في عدد يناير/ فبراير الحالي،والتي فيها يشير الباحثون الى دور مؤثر لاضطراب نظام النوم اليومي لدى الطفل، علىمقدار نجاحه في التحصيل العلمي الدراسي. ومن جهة أخرى
يرى الباحثون في دراسات أخرىفي نفس عدد المجلة المذكورة أن الشجار بين الزوجين أمام الطفل أو المراهق يؤثرسلباً على الأمان العاطفي لديه مما يجعل من الصعب عليه التفاعل مع العالم الخارجيمن
حوله، كما ويعطي انطباعا سلبياً عن مشاكل ذويهم ونظرتهم الى الزواج برمته.
*
نوم الطفل واضطرابه
*
وعرض الباحثون من جامعة إيبيرن في ألبامابالولايات المتحدة نتائج ملاحظة قياس مقدار ووتيرة الخلافات بين الزوجين وعلاقتهابنوم الطفل، وذلك بناء على ما يخبر به كل من الزوجين والطفل كذلك.
وشملت الدراسةمتابعة تأثير الخلافات الزوجية على نوم 55 طفلا ممن تتراوح أعمارهم ما بين ثمانيالى تسع سنوات. وذهبوا بعيداً في ملاحظة وتقييم نوم الطفل، فبالإضافة الى ما يخبربه الطفل نفسه عن
نومه، عمد الباحثون الى حد الطلب من الطفل لبس جهاز أكتغراف Actigraph، أو راصد الحركة، وهو ما يشبه ساعة المعصم، بغية رصد وقت ذهابه للسريروخلوده الى النوم وحركاته أثناء نوم الليل
وحالات استيقاظه وغير ذلك من الأحداث،وذلك لمدة سبعة أيام متتالية. وساعد هذا الباحثين كثيراً في الحصول على معلوماتأكثر دقة حول جوانب عدة من نوم الطفل. كما أن انتقاء نوعية عناصر الشريحة
التيشملتها الدراسة من الأطفال ووالديهم تم بناء على خلو الطفل من أي تشخيص نفسيلاضطرابات في النوم، ومن الأزواج الذين تعتبر درجة مشاكلهم ضمن المعدل الطبيعي لها
.
الذي وجده الباحثون هو أن الطفل من المنزل الذي درجة المشاكل الزوجية فيهعالية، عادة ما يذهب الى سريره للنوم في وقت شبيه بالطفل من المنزل ذو درجة متدنيةمن تلك المشاكل، أي أن وقت النوم لا
فرق فيه بين الأطفال من كلا المنزلين، ولاتأثير للمشاكل الزوجية عليه، وخصوصاً أنه لا يجعل الطفل يذهب مبكراً للنوم خوفاًمما يجري في المنزل أو ليتخلص من الإزعاج أو الضرر الذي قد يلحق به أو
غير ذلك. لكنالملاحظ أن الطفل الذي يعاني من منزل مشحون بالخلافات ينام وقتاً أقصر أو ربما لاينام بالليل مقارنة بغيره، ويتحرك ويتقلب كثيراً على السرير، كما أن هؤلاء الأطفاليحتاجون الى أن يناموا
بالنهار سواء في المدرسة أو المنزل
.
هذه الاضطرابات فينوم الطفل كانت أوضح وأقوى في التأثير عليه عند الاعتماد على تقرير الطفل عن وجهةنظره في خلافات أمه وأبيه وهو ما دعمته وأيدته نتائج تحليل معلومات جهاز أكتغرافالراصد
للحرك. فمن كانت رؤيته ونظرته الى مشاكل والديه أنها كبيرة كان تأثر نومهأكبر. وهو ما علقت عليه البروفسورة منى الشيخ الباحثة الرئيسية من جامعة إيبيرن فيألباما بأن النتائج تقول حتى ضمن
العائلات التي يرى البعض أن درجة الخلافات الزوجيةفيها هي ضمن الطبيعي فإن تأثير غضب أحد الوالدين أو شجارهما من السهل أن يؤدي الىاضطرابات في نوم الطفل. وهذا الأمر مهم بدرجة بالغة لأن
النقص المتوسط في مدة نومالطفل سيؤثر سلباً على تعليم الطفل ويضعف همته ويزيد من توتره ويقلص من قدراتالتحكم في العواطف لديه. وأضافت ان هذه النتائج تفرض على الزوجين التعامل معالخلافات
بينهما ومساعدة الأطفال على تفهم دواعيها
.
*
دور الوالدين
*
والمتأمل فيما تقدم من الدراسة يلحظ ثلاثة أمور على الوالدين أن يأخذوها فيالاعتبار، الأول هو تأثر مدة ونوعية نوم الطفل وليس وقت الذهاب إليه، فاعتقادالوالدين بأن الطفل لم يتأثر نومه نتيجة
الشجار العائلي بمجرد ذهابه الى السرير فيالوقت المعتاد لا يعني شيئاً وليس صحيحاً. الثاني أن ما يراه الطفل وليس الوالدينمن درجة الخلاف هو الأمر المهم، وهنا يأتي علو درجة فهم الوالدين لنفسية
وعقليةالطفل، فالأم أو الأب عليهم أن يمتلكوا قدرة النظر الى الأمور بنفس الطريقة التيينظر إليها الطفل وذلك إن أرادوا أن يُحسنوا تربيته ويلبوا احتياجاته بشكل صحيوسليم. والثالث هو تأثير اضطرابات
النوم السلبي على تحصيل الطفل التعليمي، الأمرالذي يجب أن يهذب من سلوك الوالدين أمام أبنائهم خاصة عند حصول حالات إخفاق دراسيلدى الطفل، فمن السذاجة بمكان أن يعاقب أحد الوالدين الطفل على
تأخير في التحصيلالعلمي للطفل بدلاً من مراجعة الوالدين لسلوكهم داخل المنزل كسبب محتمل لما حصللتعليم وتحصيل الطفل
.
*
الأمان العاطفي
*
من جهتهم يرى الباحثون من جامعاتكل من نوتردام بإنديانا وروشستر بنيويورك والجامعة الكاثوليكية الأميركية بواشنطن،في دراستين منفصلتين نشرتا في نفس عدد مجلة «تطور نمو الطفل» الأميركية،
أن الكيفيةالتي تعامل بها الآباء والأمهات مع الخلافات الزوجية لها دور مهم في تدهور شعورالطفل بالأمان والتأثيرات المستقبلية على عواطفه
.
ويعلق الدكتور مارك كيمنغ منجامعة نوتردام على بحثه قائلاً إن الأمان العاطفي للطفل هو الجسر الذي يربط بينالطفل والعالم من حوله، والاستقرار الأسري هو صمام الأمان العاطفي، فكلما كانتالعلاقة
الزوجية قوية كانت قدرات الطفل على اكتشاف العالم الخارجي وعلاقاته معالآخرين فيه أقوى. والمشاكل الأسرية تدمر هذا الجسر مع العالم، الأمر الذي يجعل منالصعب على الطفل اقتحام العالم من حوله أو
التفاعل مع ما يجري فيه
.
واعتمدت هذهالنتائج بناء على دراستين طويلتين، الأولى شملت متابعة 226 طفلا ووالديهم ممنأعمارهم ما بين 9 و18 سنة لمدة ثلاث سنوات، وجدت أن الشجار المنزلي المحطم كالذييشمل إهانة شخصية
أو يتطلب من أحد الزوجين الدفاع عن النفس، أو يؤدي الى انسحابأحدهما، أو يؤدي الى حزن أو خوف، هو ما يؤدي بالطفل الى ظهور الاكتئاب أو القلق أواضطرابات السلوك. والدراسة الثانية بحثت
أموراً في نفس الجوانب لكنها شملت 232 منالأطفال الأقل سناً ووالديهم. ولذا علق الدكتور كيمينغ بقوله إن على الوالدين تعلمكيف أن يكون الخلاف العائلي أمراً بناء وليس مدمراً، أي من أجل الأبناء ومن
أجلأنفسهم، عبر إبدائهم وانخراطهم في وضع حلول عملية وإيجابية للمشاكل الأسرية
.
هذا وإن الشجار بين الزوجين أمام الطفل أو حتى إهمال أحدهما للآخر، يترك أثراًمن الأفكار السلبية عن الزواج والوالدين لدى الطفل، ويستمر هذا لديه لمدة طويلة. ويقول الدكتور باتريك ديفس أحد
الباحثين في الدراستين إن حضور الطفل ومشاهدتهللشجار المحطم بين الأزواج ينتج عنه عدم استقرار نفسي لدى الطفل ومعاناة من أفكارسلبية في مواجهة مثل هذه المشاحنات الأسرية تستمر لديه لمدة
طويلة.